كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



1229- قال: ونا عبد الله بن محمد بن أبي سعيد، والحسين بن صفوان، قالا: نا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، ثنا نوح بن ميمون أبو محمد بن نوح، قال: ثنا مالك، عن ابن شهاب، ثنا سهل بن سعد، عن النبي صلى الله عليه وسلم «أنه كره المسائل وعابها».
1230- حدثنا خلف بن أحمد، وعبد الرحمن بن يحيى، قالا: ثنا أحمد بن سعيد، نا إسحاق بن إبراهيم بن نعمان، ثنا محمد بن علي بن مروان، نا عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان الدمشقي، قال: نا ضمرة، ثنا الأوزاعي، عن عبدة بن أبي لبابة، قال: وددت أن أحظى من أهل هذا الزمان أن لا أسألهم عن شيء ولا يسألوني عن شيء يتكاثرون بالمسائل كما يتكاثر أهل الدراهم بالدراهم.
1231- وأخبرنا عبد الوارث، ثنا قاسم، ثنا أحمد بن زهير، ثنا عبد الوهاب بن نجدة، ثنا إسماعيل بن عياش، ثنا شرحبيل بن مسلم، أنه سمع الحجاج بن عامر الثمالي، وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إياكم وكثرة السؤال» وفي سماع أشهب، سئل مالك عن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنهاكم عن قيل وقال وكثرة السؤال» فقال: أما كثرة السؤال فلا أدري أهو ما أنتم فيه مما أنهاكم عنه من كثرة المسائل؟ فقد كره رسول الله صلى الله عليه وسلم المسائل وعابها وقال الله عز وجل: {لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم} فلا أدري أهو هذا أم السؤال في مسألة الناس في الاستعطاء؟ وقد ذكرنا ما للعلماء من القول في «قيل وقال وإضاعة المال وكثرة السؤال» مبسوطا في كتاب التمهيد، والحمد الله واحتجوا أيضا بما رواه ابن شهاب عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، أنه سمع أباه، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعظم المسلمين في المسلمين جرما من سأل عن شيء لم يحرم على المسلمين فحرم عليهم من أجل مسألته»، رواه عن ابن شهاب معمر، وابن عيينة، ويونس بن يزيد، وغيرهم وهذا لفظ حديث يونس بن يزيد من رواية ابن وهب عنه.
1233- وروى ابن وهب أيضا قال: حدثني ابن لهيعة، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ذروني ما تركتكم، فإنما أهلك الذين من قبلكم سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه وإذا أمرتكم بشيء فخذوا منه ما استطعتم» قال: وأخبرني يونس بن يزيد عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحو ذلك.
1234- حدثنا محمد بن إبراهيم بن سعيد، ثنا سعيد بن أحمد بن عبد ربه، ثنا أسلم بن عبد العزيز، قال: ثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أنا سفيان بن عيينة، عن عمرو، عن طاوس، قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهو على المنبر: «أحرج بالله على كل امرئ سأل عن شيء لم يكن؛ فإن الله عز وجل قد بين ما هو كائن» وحدثنا محمد ثنا أحمد بن مطرف، ثنا سعيد بن عثمان، وسعيد بن خمير، قالا: نا يونس، فذكر بإسناده مثله.
1235- وروى جرير بن عبد الحميد، ومحمد بن فضيل، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: ما رأيت قوما خيرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما سألوه إلا عن ثلاث عشرة مسألة حتى قبض صلى الله عليه وسلم كلهن في القرآن {ويسألونك عن المحيض} {يسألونك عن الشهر الحرام}، {ويسألونك عن اليتامى}قال: ما كانوا يسألون إلا عما ينفعهم. قال أبو عمر: ليس في الحديث من الثلاث عشرة مسألة إلا ثلاث، قال: ومن تدبر الآثار المروية في ذم الرأي المرفوعة وآثار الصحابة والتابعين في ذلك علم أنه ما ذكرنا، قالوا: ألأ ترى أنهم كانوا يكرهون الجواب في مسائل الأحكام ما لم تنزل فكيف يوضع الاستحسان والظن والتكلف وتسطير ذلك واتخاذه دينا وذكروا من الآثار أيضا ما.
1236- حدثنا سعيد بن نصر، نا قاسم بن أصبغ، نا ابن وضاح، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا أبو خالد الأحمر، عن محمد بن عجلان، عن طاوس، عن معاذ بن جبل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تعجلوا بالبلية قبل نزولها؛ فإنكم إن لا تفعلوا أوشك أن يكون فيكم من إذا قال سدد ووفق، وإنكم إن عجلتم تشتتت بكم الطرق هاهنا وهاهنا».
1237- حدثنا أحمد بن عبد الله، نا الحسن بن إسماعيل، نا عبد الملك بن أبجر، نا محمد بن إسماعيل الصائغ، نا سنيد، نا يزيد بن زريع، عن حبيب بن الشهيد، عن ابن طاوس، عن أبيه، قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «إنه لا يحل لأحد أن يسأل عما لم يكن؛ إن الله تبارك وتعالى قد قضى فيما هو كائن».
1238- قال: ونا سنيد، ثنا سفيان، عن عبد الملك بن أبجر، عن الشعبي، عن مسروق، قال: سألت أبي بن كعب عن مسألة، فقال: أكانت هذه بعد؟ قلت: لا قال: فأجمني حتى تكون.
1239- وحدثنا عبد الرحمن بن يحيى، ثنا علي بن محمد، ثنا أحمد بن داود، ثنا سحنون، ثنا ابن وهب، قال: أنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن خارجة بن زيد بن ثابت، عن أبيه، أنه كان لا يقول برأيه في شيء يسأل عنه حتى يقول أنزل أم لا؟ فإن لم يكن نزل لم يقل فيه، وإن وقع تكلم فيه، قال: وكان إذا سئل عن مسألة فيقول: أوقعت؟ فيقال له: يا أبا سعيد ما وقعت ولكنا نعدها فيقول: دعوها فإن كانت وقعت أخبرهم.
1240- قال ابن وهب، وأخبرني ابن أبي الزناد، عن هشام بن عروة قال: ما سمعت أبي، يقول، في شيء قط برأيه قال: وربما سئل عن الشيء فيقول: هذا من خالص السلطان.
1241- وروينا عن بشر بن الحارث، قال: قال سفيان بن عيينة: من أحب أن يسأل، وليس بأهل أن يسأل فما ينبغي أن يسأل.
1242- قال ابن وهب: وأخبرني بكر بن مضر، عن ابن هرمز، قال: أدركت أهل المدينة وما فيها إلا الكتاب والسنة والأمر ينزل فينظر فيه السلطان. قال: وقال لي مالك: أدركت أهل هذه البلاد وإنهم ليكرهون هذا الإكثار الذي في الناس اليوم. قال ابن وهب: يريد المسائل.
15014- قال: وقال مالك: إنما كان الناس يفتون بما سمعوا وعلموا ولم يكن هذا الكلام الذي في الناس اليوم.
1243- قال ابن وهب: وأخبرني أشهل بن حاتم، عن عبد الله بن عون، عن ابن سيرين، قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه، لأبي مسعود عقبة بن عمرو رضي الله عنه: ألم أنبأ أنك تفتي الناس ولست بأمير؟ ول حارها من تولى قارها.
1244- وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يقول: «إياكم وهذه الفضل؛ فإنها إذا نزلت بعث الله عز وجل إليها من يقيمها ويفسرها».
1245- وقال ابن وهب، أخبرني ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب أن عبد الملك بن مروان سأل ابن شهاب، فقال له ابن شهاب، أكان هذا يا أمير المؤمنين؟ قال: لا، قال: فدعه فإنه إذا كان أتى الله عز وجل له بفرج.
1246- حدثنا عبد الوارث بن سفيان، ثنا قاسم بن أصبغ، ثنا أحمد بن زهير، قال: حدثني أبي، قال حدثنا جرير، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عمر رضي الله عنه، قال: يا أيها الناس لا تسألوا عما لم يكن، فإن عمر كان يلعن من سأل عما لم يكن.
1247- وحدثنا عبد الوارث، ثنا قاسم، ثنا أحمد بن زهير، ثنا أبي، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا موسى بن علي، عن أبيه قال: كان زيد بن ثابت، إذا سأله إنسان عن شيء، قال: آلله أكان هذا؟ فإن قال: نعم نظر وإلا لم يتكلم.
1248- حدثنا أحمد بن عبد الله، نا الحسن بن إسماعيل، نا عبد الملك بن أبجر، نا محمد بن إسماعيل، نا سنيد، نا يحيى بن زكريا، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عامر قال: أتى زيد بن ثابت، قوم فسألوه عن أشياء، فأخبرهم بها، فكتبوها ثم قالوا: لو أخبرناه قال: فأتوه فأخبروه فقال: عذرا لعل كل شيء حدثتكم خطأ، إنما اجتهدت لكم رأيي.
1249- قال: وحدثنا سنيد، ثنا حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار قال: قيل لجابر بن زيد، إنهم يكتبون ما يسمعون منك فقال: {إنا لله وإنا إليه راجعون} يكتبون رأيا أرجع عنه غدا.
1250- قال: وحدثنا سنيد، ثنا يزيد، عن العوام بن حوشب، عن المسيب بن رافع قال: كان إذا جاء الشيء من القضاء ليس في الكتاب ولا في السنة سمي صوافي الأمراء فيرفع إليهم فجمع له أهل العلم فما اجتمع عليه رأيهم فهو الحق.
1251- وذكر الطبري في كتاب تهذيب الآثار له نا الحسن بن الصباح البزار قال: حدثني إسحاق بن إبراهيم الحنيني قال: قال مالك، قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تم هذا الأمر واستكمل، فإنما ينبغي أن تتبع آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يتبع الرأي؛ فإنه متى اتبع الرأي جاء رجل آخر أقوى في الرأي منك فاتبعته، فأنت كلما جاء رجل غلبك اتبعته أرى هذا لا يتم.
11130- وقال عبدان، سمعت عبد الله بن المبارك يقول: ليكن الذي تعتمد عليه الأثر وخذ من الرأي ما يفسر لك الحديث.
11131- قال: وقال ابن المبارك، قال مالك بن دينار لقتادة: أتدري أي علم رفعت قمت بين الله وبين عباده؟ فقلت: هذا لا يصلح وهذا لا يصلح.
11132- وذكر الحسن بن علي الحلواني، قال: حدثني علي بن المديني، ثنا معن بن عيسى، ثنا مالك، عن يحيى بن سعيد قال: جاء رجل إلى سعيد بن المسيب، فسأله عن شيء، فأملاه عليه فسأله عن رأيه، فأجابه فكتب الرجل فقال رجل من جلساء سعيد: أيكتب أيا أبا محمد رأيك؟ فقال سعيد للرجل: ناولنيها، فناوله الصحيفة فحرقها.
11133- قال: نا نعيم، ثنا ابن المبارك، عن عبد الله بن وهب، أن رجلا، جاء إلى القاسم بن محمد فسأله عن شيء، فأجابه فلما ولى الرجل دعاه فقال له: لا تقل إن القاسم يزعم أن هذا هو الحق، ولكن إن اضطررت إليه عملت به.
11134- وروى محمد بن خليفة، ثنا محمد بن الحسن، ثنا جعفر بن محمد الفريابي، ثنا العباس بن الوليد بن مزيد قال: أخبرني أبي، قال: سمعت الأوزاعي يقول: عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس وإياك وآثار الرجال وإن زخرفوا لك القول ورواه غير الفريابي عن العباس بن الوليد، عن أبيه، عن الأوزاعي مثله، وقال: وإن زخرفوه بالقول.
11135- وذكر البخاري، عن بكير، عن الليث قال: قال ربيعة، لابن شهاب: يا أبا بكر إذا حدثت الناس برأيك فأخبرهم أنه رأيك، وإذا حدثت الناس بشيء من السنة فأخبرهم أنه سنة لا يظنوا أنه رأيك.
11136- حدثنا عبد الرحمن بن يحيى، ثنا علي بن محمد، ثنا أحمد بن داود، ثنا سحنون، ثنا ابن وهب قال: قال لي مالك بن أنس، رحمه الله وهو ينكر كثرة الجواب للمسائل: يا عبد الله ما علمته فقل به ودل عليه، وما لم تعلم فاسكت عنه وإياك أن تتقلد للناس قلادة سوء.
11137- أخبرني أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي، قال: حدثني أبي، ثنا محمد بن عمر بن لبابة، ثنا مالك بن علي القرشي، ثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي قال: دخلت على مالك فوجدته باكيا فسلمت عليه فرد علي ثم سكت عني يبكي فقلت له: يا أبا عبد الله ما الذي يبكيك؟ قال لي: يا ابن قعنب إنا لله على ما فرط مني، ليتني جلدت بكل كلمة تكلمت بها في هذا الأمر بسوط ولم يكن فرط مني ما فرط من هذا الرأي وهذه المسائل، وقد كان لي سعة فيما سبقت إليه.
11138- وذكر محمد بن حارث بن أسد الخشني في كتابه في فضائل سحنون، قال: أنا أبو عبد الله محمد بن عباس النحاس قال: سمعت أبا عثمان، سعيد بن محمد الحداد يقول: سمعت سحنون بن سعيد يقول: ما أدري ما هذا الرأي سفكت به الدماء واستحلت به الفروج واستخفت به الحقوق غير أنا رأينا رجلا صالحا فقلدناه.
11139- أخبرنا عبد الوارث بن سفيان، ثنا قاسم، ثنا مضر بن محمد، ثنا إبراهيم بن عثمان المصيصي، ثنا مخلد بن الحسين، عن الأوزاعي قال: إذا أراد الله عز وجل أن يحرم عبده بركة العلم ألقى على لسانه الأغاليط. وروينا عن الحسن أنه قال: إن شرار عباد الله الذين يجيئون بشرار المسائل يعنتون بها عباد الله.